دعوات لـ"طرد" السفير السعودي السبهان من العراق بعد تصريحاته عن الحشد الشعبي المقدس



اثارت التصريحات التي ادلى بها السفير السعودي، أصداء غاضبة في أوساط برلمانيين وقوات الحشد الشعبي التي تقاتل ضد تنظيم داعش في العراق، متهمين إياه بالتدخل في الشؤون الداخلية العراقية ومطالبين بـ "طرده" من البلاد.



وكان السبهان قد اعتبر، امس السبت، في لقاء متلفز، رفض الكرد ومحافظة الانبار دخول قوات الحشد الشعبي الى مناطقهم يبين "عدم مقبوليته من قبل المجتمع العراقي"، فيما اشار الى أن الجماعات التي تقف وراء أحداث المقدادية لا تختلف عن تنظيم داعش، الأمر الذي أثار موجة ردود فعل سياسية غاضبة.

حيث صدرت مجموعة من التصريحات من قبل الجهات الرسمية العراقية والسياسين بشأن التصريح الذي اعتبره البعض تدخل سافر في الشؤون الداخلية اما البعض فقد وصفوه بالـ"وقح" والبعض الاخر اثنى عليه ورفض مطالبة "البعض الطائفي" بغلق السفارة.

وقد حذر رئيس الوزراء حيدر العبادي على هامش تصريح السفير السعودي، من أن الكلمة "الباطلة" أشد من السلاح الفتاك، معتبرا أن "الكلام السام" يثير النعرات الطائفية ويسبب القتل على الأرض، فيما لفت الى أن السلاح ألاثني بات يستخدم في الصراع بين الدول.

واستدعت وزارة الخارجية العراقية انها السفير ثامر السبهان "لإبلاغه احتجاجها الرسمي بخصوص تصريحاته الاعلامية التي مثلت تدخلاً في الشأن الداخلي العراقي، وخروجاً عن لياقات التمثيل الدبلوماسي، والحديث بمعلومات غير صحيحة".

واضافت ان "تعرضه لتشكيلات الحشد الشعبي التي تقاتل الارهاب وتدافع عن سيادة البلد، وتعمل تحت مظلة الدولة وبقيادة القائد العام للقوات المسلحة وتمتلك تمثيلاً برلمانياً يجعلها جزءاً من النظام السياسي، اضافة الى ابداء رأيه للاعلام بما يتعلق بطبيعة المواقف السياسية لبعض مكونات الشعب العراقي، يعدّان خروجاً عن دور السفير، وتجاوزاً غير مسموح به للاعراف الدبلوماسية".

وشددت على أن "من المفترض ان يتمثل دوره السفير السعودي في إيجاد المشتركات الكفيلة بتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والتي يحرص العراق على تعزيزها وتوطيدها وفق مبادئ الاحترام المتبادل وبما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين".

اما الناطق باسم الهيئة، أحمد الأسدي، فقد وصف تصريحات السفير السعودي بأنها تجاوز "كل الحدود واللياقات الدبلوماسية"، متهما السعودية بدعم الإرهاب والتورط في سفك دماء العراقيين.

واتهم الاسدي السفير السعودي "بتجاوز كل الحدود واللياقات الدبلوماسية" واصفا تصريحاته بـ "الوقحة "، ودعا وزارة الخارجية العراقية الى "طرده ومعاقبته لتجاوزه على الشعب العراقي وحشده الشعبي وسوقه لأكاذيب مفضوحة وتحريضه المباشر على الفتنة بين مكونات الشعب العراقي."

ووقال عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، خالد الساعدي، إن "التدخل في الحشد الشعبي، والحديث عن المقدادية أو عن قضايا أخرى، أمر ليس من شأنه ... يجب عليه احترام الأعراف الدبلوماسية".

لكن رد فعل تحالف القوى العراقية الذي يضم جميع الكتل السنية السياسية، وفي بيان لعضو المكتب السياسي للتحالف حيدر الملا، جاء مؤيدا لتصريحات السفير السعودي ثامر السبهان، و"مستغربا" مما اعتبروه "حملة سياسية معدة سلفا ضد السبهان".

ووصف البيان تصريحات السفير بأنها "كانت طبيعية جدا، وتحمل نوايا طيبة للملكة العربية السعودية تجاه جميع اخوانهم العراقيين بلا تمييز على اساس الطائفة والعرق".

واتهم التحالف من يقفون وراء الحملة ضد السفير السعودي لدى العراق، وما تضمنتها من "تهديدات امنية صريحة"، وهم سياسيون واحزاب من طيف واحد "بالرغبة في ارتهان ارادة العراق للاستقطابات الاقليمية وللمؤامرات الخارجية التي اضرت بمصالح العراقيين طيلة السنوات الماضية".

وأبدى وزيرا الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري والسعودي عادل الجبير، رفضهما لتصريحات سفير المملكة في بغداد ثامر السبهان، داعين إلى عدم تكرارها مستقبلا، فيما أكد الجبير أن تلك التصريحات لا تعبر عن الموقف الرسمي للسعودية تجاه العراق.

اما رئيسة حركة ارادة النائبة حنان الفتلاوي فقالت في بيان، "كان المفروض بالسعودية ان تدخل ضابطها القديم السبهان في دورة دبلوماسية قبل ان تبعثه ليكون سفيراً في العراق، حيث ان من ابجديات العمل الدبلوماسي ان يكون دور السفير لتحسين العلاقات وليس لتأجيج العلاقات".

واضافت "التقينا بسفراء كثر عرب واجانب بحكم عملنا ووجدنا كل السفراء يفكرون مئة مرة قبل ان يتكلموا باي كلمة، لكن المؤسف ان السفير السعودي جعل لسانه يسبق عقله وجعله يتحدث بكلام لايمكن ان يصدر من جاهل وليس من سفير".

وتابعت الفتلاوي أن "السفير السعودي يعطي دروساً في الديمقراطية وهو يعيش في بلد لايفقه ابجديات الديمقراطية ويتوارث الحكم حتى لو كان على جماجم الابرياء، وربما كانت اخر انتخابات لديهم عندما انتخبوا من كل قبيلة رجلاً ليقتلوا النبي محمد (ص)في فراشه".

واشارت الى ان "السفير يتحدث عن اشراك المكونات في الحكم متناسياً ان حكم السعودية حكر لابناء عبدالعزيز منذ اكثر منذ اكثر من ثمانية عقود".

واختتمت الفتلاوي بيانها بالقول إن "السفير السعودي لم يخذل نفسه فقط انما خذل كل المطبلين والفرحين بفتح سفارة سعودية في العراق، والذين صدعوا رؤوسنا بهذا الانجاز الكبير".


تعليقات